فصل: الفصل الخامس تشريح عضل الخد:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تشريح القانون (نسخة منقحة)



.البحث الثاني العضل المحرك للجفن الأعلى وموضعه:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
ولما كان الجفن الأعلى يحتاج إلى حركتي.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
إذا جذب طرف الجفن الأعلى إلى أسفل لزم ذلك تغميض العين.
ولا كذلك لو جذب طرف الجفن الأسفل إلى فوق.
وذلك لأن الثقل الطبيعي الذي للجفن الأعلى يعاون على تلك الحركة ويمانع منها ثقل الجفن الأسفل. والله ولي التوفيق.

.الفصل الخامس تشريح عضل الخد:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
الخد له حركتان.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
إن حركة الخد غير مقصودة لذاتها إذ لا يتبعها فعل من الأفعال الإنسانية ولكنها تقع إما ضرورية كما في حركته تبعًا لحركة الفك الأسفل وإما للإعانة على حركة عضو آخر كما في حركته بشركة حركة الشفّة.
والحاجة إلى تحريك الشفتين هو التمكن من جودة إخراج الحروف والحركات كالضم والفتح والكسر.
ولما كان ذلك يحوج إلى تفنن هذه الحركات بحسب تفنن أنواع الحروف وما يكون منها من الحركات وجب أن يكون للشفتين حركات متفننة.
وكان ينبغي أن يكون لكل واحد منها عضلة لكن كان يعرض من ذلك انتفاخ الخد جدًّا فجعل ذلك لعضلة واحدة.
ويختلف ما يوجبه من الحركات باختلاف أجزائها وأعان على ذلك خفة العضو المتحرك وصغره. والله ولي التوفيق.

.الفصل السادس تشريح عضل الشفة:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
أما الشفة فمن عضلها.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
لما كانت الحركات المذكورة أو لًا للشفة حركات سهلة أمكن أن يكون بعضل مشترك بينها وبين الخد وأن تكون بعضلة واحدة حركات كثيرة.
وأما هذه الحركات فلعسرها احتيج أن تكون بعضل خاص وأن يكون لكل حركة عضلة وبيان عسرها أن الجسم الواحد إذا اتصل طرفه بجسم آخر كان تحريكه بدون تحريك ذلك الآخر عسرًا لا محالة. والله ولي التوفيق.

.الفصل السابع تشريح عضل المنخر:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
وأما طرفا الأرنبة فقد.
إلى آخر الفصل.
الشرح:
الحاجة إلى تحريك المنخر هو عند إرادة دفع الفضول بالارتعاد والانتفاض وعند إرادة زيادة في جذب الهواء ودفعه كما في التنفس وذلك بالانبساط والانقباض ولما كان الاحتياج إلى ذلك نادرًا لا جرم كانت الحاجة إلى تحريك الشفتين.
أكثر ولما لم يكن بد من تصغير عضل أحد هذين النوعين لئلا يزداد نتوء الوجنة كان تصغير عضل الحركة التي يحتاج فيها في أو قات أقل أولى.
وأما وجوب أن تكون هذه العضلات قوية فلأجل صغرها ولأجل عسر هذه الحركة لأن العضو المتحرك بها صلب فلا يكون شديد القبول للتمدد ونحوها مما توجبه الحركات قبولًا سهلًا بسهولة لقبول الشفتين. والله ولي التوفيق.

.الفصل الثامن تشريح عضل الفك الأسفل:

والكلام في هذا يشتمل على أربعة مباحث:

.البحث الأول السبب في اختصاص الفك الأسفل بالحركة:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
قد خص الفك الأسفل.
إلى قوله: ثم حركات الفك الأسفل لم يحتج فيها أن تكون.
الشرح:
كل حيوان فإن الفك المتحرك منه هو الفك الأسفل إلا التمساح فإنه إنما يحرك فكه الأعلى.
أما الأول فقد ذكر الشيخ أسبابًا: أحدها: أن الفك الأسفل أخف وتحريك الأخف أحسن لأن ذلك أسهل.
وإنما كان أخف لأن الأعلى احتيج فيه إلى أن يكون ساترًا واقيًا لما وراءه من الدماغ.
ولأنه تكون فيه أعضاء كريمة فاحتيج أن يكون عظيمًا صلبًا. ويلزم ذلك أن يكون ثقيلًا ولا كذلك ها هنا.
وثانيها: أن المتحرك لو كان هو الأعلى وهو مشتمل على أعضاء كريمة لينة لكانت الحركة تضر بتلك الأعضاء لما يلزمها من تمديد بعض جرمها وانقباضه. وخصوصًا الأعصاب.
وإنما اختصت هذه الأعضاء بالفك الأعلى لأن أفعالها إنما تتم إذا كانت قريبة جدًّا من الدماغ كما نبينه في موضعه. والفك الأسفل أبعد من الدماغ.
وثالثها: أن المتحرك لو كان هو الفك الأعلى لاحتيج أن يكون مفصله مع الرأس سلسًا ولو كان كذلك لما أمكن أن يكون على سبيل الشأن أو الفراق كما بيناه أو لًا بل لا بد وأن تكون على هيئة الركز.
ولو خلق كذلك لتهيأ للانخلاع بسبب ثقله وكان انخلاعه شديد الإضرار بالأعضاء التي فيه.
وها هنا أمران: آخران يوجبان اختصاص الحركة بالفك الأسفل: أحدهما: أنه لو كان المتحرك هو الأعلى والأسفل يكون ساكنًا لكان مفصل الأسفل يحتاج أن يكون موثقًا وإنما يلزم أن يكون كذلك إذا كان شديد الاتصال بعظام الرأس والعنق وإنما يكون كذلك إذ كان عظيمًا جدًّا ويلزم ذلك أن يكون ثقيلًا ويلزم ذلك زيادة ثقل الوجه.
وثانيهما: لو كان المتحرك هو الفك الأعلى لكان الفغر إنما يتأتى مع تحريك طرفه إلى قدام الوجه لأنه لم يمكن متمكنًا من الارتفاع كثيرًا بمنع عظام الرأس له عن ذلك ولو كان كذلك لاحتاج أن يكون هذا التحريك كثيرًا جدًّا عند إرادة أن يكون الفغر واسعًا.
ويلزم ذلك أن ينتو مواضع أو تار العضل المحركة تلك الحركة لأنها إنما تكون آتية إليه من فوق وعند حركته إلى قدام يخرج طرفه عن سمت مواضع تلك العضل ويلزم ذلك نتوء مواضع الأوتار وذلك يلزمه قبح صورة الوجه جدًّا. ولا كذلك إذا كان المتحرك هو الفك الأسفل.
وأما الثاني وهو اختصاص التمساح بحركة الفك الأعلى فلأنه حيوان غذاؤه بالصيد ويداه خفيتان لا يتمكن من الثبات عليها حالة الصيد كما في الأسد ونحوه فيحتاج أن يكون نهشه قويًّا جدًّا ليتدارك بذلك ما فاته بضعف اليدين.
وإنما يكون قويًّا إذا كان العضو لمتحرك بالإرادة متحركًا بالطبع أيضًا.
ولو كان المتحرك هو الفك الأسفل لكان الأمر بضد ذلك لأن الفك الأسفل تكون حركته عند العض والنهش الصادرة عن الإرادة مضادة لحركته بالطبع لأن تلك الحركة إلى فوق وحركته بالطبع إلى أسفل فلأجل احتياج التمساح إلى قوة العض جعلت أسنانه العالية موضع السافلة كمنشارين تدخل زوائد كل واحد منهما في حفر الآخر.
والله ولي التوفيق.

.البحث الثاني عضل إطباق الفم:

قال الشيخ الرئيس رحمة الله عليه:
ثم حركات الفك الأسفل لم يحتج فيها.
إلى قوله وأما عضل الفغر وإنزال الفك.
الشرح:
إنما يحتاج هذا الفك إلى الحركة في أحوال: أحدها: عند الكلام وذلك يتم بفغر الفم وإطباقه بقدر يصلح لإخراج الحروف.
وثانيها: عند إيراد النفس من الفم إما لسدة في الأنف أو لأن التنفس به لا يكفي وذلك يتم بحركة الفغر.
وثالثها: عند العض والكلام وذلك يتم بحركة الفغر والإطباق.
ورابعها: عند المضغ وذلك يحوج فيه إلى هاتين الحركتين مع حركة سحق المأكول وهي إنما تتم بإدارة الفك. أما الاحتياج حينئذٍ إلى الإطباق فظاهر. وأما الاحتياج إلى الفغر فليمكن إدخال اللقمة وليتسع بها ما بين الأسنان وليمكن الإطباق. فإنه إنما يكون بعد الغفر.
فإذا الحركات التي يحتاج إليها هذا الفك لا تزيد على هذه الثلاثة وإنما احتيج أن يكون العضل المطبق عند الصدغين لأن أو تار هذا العضل يحتاج أن يتصل بأطراف هذا الفك ليتمكن من رفعه.
فلو وضعت في غير موضع الصدغ لافتقرت عند هذه الإشالة إلى رفع جلدة الوجنة عند مواضع الأوتار. وذلك لأجل بعد حافة الفك حينئذٍ.
ويلزم ذلك قبح صورته فاحتيج أن يكون عند الصدغين وتكون الأوتار متصلة بهذا الفك عند الزائدة المتقاربة وذلك الموضع قريب جدًّا من مقدم الدماغ وهو شديد الرطوبة فيكون العصب الآتي إلى ذلك لينًا جدًّا وعصب الحركة تحتاج أن يكون صلبًا فاحتيج إلى تعريج مسلك هذا العصب لتطول المسافة طولًا يستفيد به صلابة ما ولكنه على كل حال لا بد وأن يكون إلى لين فيكون مستعدًا للتضرر بما يرد من خارج من صدمة أو ضربة وتضرره مؤد إلى تضرر الدماغ بالمشاركة لشدة قربه منه.
فاحتيج إلى ساتر يستر هذه العضلات ليكون في كون المؤدي فخلقت لذلك عظام الزوج.
وابتداء تكون أو تارها عند طرف هذه العظام.
واختص الإنسان بصغر هذا النوع من العضل لأن حاجته إلى القتال بالعض قليلة جدًّا ومأكله صناعي فلا يكون شديد الصلابة ولا عسر القطع وفكه صغير جدًّا بالنسبة إلى باقي الحيوان وذلك بالقياس إلى بدنه ولذلك كانت حاجته إلى قوة هذا النوع من العضل أقل مما في باقي الحيوان ولأجل أن هاتين العضلتين صغيرتان وعسر رفع الشيء الثقيل وخصوصًا من طرفه خلق لهذه الحركة عضلتان من داخل الفم ينبسطان على المواضع العريضة الغائرة من هذا الفك وتمتدان شاخصتين إلى الحنك ويلتحمان بالعظام المقعرة التي هناك التي تطييف بها الزوائد الشبيهة بالأجنحة ويوجد لهما هناك وتر قوي.
ومنشأ هاتين العضلتين متصلان بعضلتي الصدغين فلذلك قيل أنهما جزء من عضلتي الصدغين وقوم منعوا وجودهما البتة. والله ولي التوفيق.